# # # #
   
 
 
[ 14.12.2008 ]
حفيدة علي عبد اللطيف ترد على الكاتب سلفاتور دينق


المصدر: جريدة الصحافة

السيد رئيس تحرير صحيفة «الصحافة»
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
طالعنا على صفحات صحيفتكم الغراء وبتاريخ 10/8/2003م مقالاً بعنوان (د. رياك قاي أمام خيارين لا ثالث لهما) بقلم سلفاتور دينق، تطرق فيه الى ثورة وثوار 1924م وذكر معلومات تاريخية غير صحيحة ومغلوطة، مما استوجب الرد على المقال لتصحيح تلك المعلومات من باب الامانة التاريخية.
 
نرجو تكرمكم بنشر الرد وتقبلوا منا جزيل الشكر
 
من عجائب هذا الزمان أن ينبري للشئ من يجهله. ومثل هذا تنطبق عليه مقولة جاهل لا يعلم انه جاهل. فقد قام المدعو سلفاتور دينق بتاريخ 10/8/2003م في هذه الصحيفة الغراء بالهجوم والتجني على البطل علي عبد اللطيف وثورة 1924م، مستعيناً بوحي خياله. ونحسب ان من له مثل هذا الخيال الخصيب من الافضل له ان يكتب في قصص الخيال العلمي بدلاً عن الهذيان بما لا يدري.
 
ومن المعلوم فإن احداث هذه الثورة تذكر ضمن تاريخ السودان الحديث. وهنالك من الذين عاصروها وابطالها من هم على قيد الحياة. وليست بالتاريخ السحيق الذي طمست معالمه فتجنى عليه كل مدعٍ وخالي وفاض.
 
ومن باب حرصنا على صدق المعلومة رأينا ان نكتب ليس رداً على المدعو ولكن من باب الامانة التاريخية.
 
في ما يخص على عبد اللطيف ووالده عبد اللطيف احمد، فقد ذكر المدعو انه من أبناء دينكا الياب بمنطقة يرول. والحق به اسم من وحي خياله. والحقيقة انه من قبيلة ليما في جبال النوبة. وهي بطن من بطون الميري. وان كانت لعلي عبد اللطيف علاقة بالدينكا فهى من جهة امه واسمها الصبر. وهي من دينكا قوقريال وليست من دينكا يرول كما توهم المدعو. وهذه الحقيقة مصدرها زوجة البطل الحاجة العازة محمد عبد الله شخصياً. والتي توفيت في الثمانينات من القرن الفائت.
 
وعلي عبد اللطيف لمن لا يعلم خريج كلية غردون التذكارية التي كان يلتحق خريجوها في ما بعد بالمدرسة الحربية وليس الكلية الحربية، كما ورد في رواية المدعو.
 
وذكر المدعو انه كان يحظى باحترام اهل الموردة. ولكن الواقع ان البطل لم يسكن حي الموردة ابداً في حياته. ولكن اسرته هى التي قطنت الحي بعد وفاته.
 
وذكر المدعو ايضاً ان علي عبد اللطيف قد ترأس الجمعية وهو طالب في الكلية الحربية. والحقيقة انه أسس الجمعية مع رفاقه الميامين من ابطال 24 بعد ان خدم في انحاء عدة من سوداننا الحبيب. ورأي من جور الانجليز ما رأى، فتبلورت انفعالاته في تلك الجمعية.
 
اما عن اتهام المدعو لعلي عبد اللطيف بالعمالة لمصر، فحسبنا فقط ( البيان رقم واحد) الذي تمثل في مقال بعنوان «مطالب امة» للبطل والذي سجن بسببه. وكان من الشرارات الاولى للثورة والذي بشهادة الانجليز انفسهم لم ترد فيه كلمة واحدة لصالح مصر.
 
وفي ما يخص سداده الدين لمصر فقد سدد البطل الدين فعلاً ولكن للشعب السوداني. وكانت فاتورة السداد عمره الذي قضاه في سجن كوبر ثم واو ثم في مصر، حيث لبث فيها البطل حتى وفاته رهن الحبس بحجة مرض اثبتت الوثائق فيما بعد نفي الأطباء وجوده ( راجع الوثيقة بدار الوثائق القومية) كما رفض الملك آنذاك الالتماس المقدم من زوجته بالسماح بخروجه.
 
اما عن خيانته أبناء جلدته، فكأن التاريخ يعيد نفسه فقد تسأل محرر حضارة السودان في ذلك الزمان عن من هو ومن عشيرته ( فكان الرد في اليوم التالي من عشيرته) فقد تظاهر باسمه اهل السودان والقى طلاب المدرسة الحربية التحية العسكرية امام منزله، فالبطل قد لبس رداءً لم يسع اهل هذا الزمان ارتداءه الا وهو رداء القومية.
 
لم يكتف المدعو بالتجني على البطل علي عبد اللطيف، فقد تجني ايضاً على ابطال وثوار 1924 ووصفهم بالتبعية والعمالة لمصر. وان الثورة كانت من بنات افكار مصر. فكأن نساء السودان قد عقمن ان يلدن من يقف في وجه المستعمر. وهو في هذا مثله مثل الكثيرين الذين وقعوا ضحية للمخابرات البريطانية التي حاولت الصاق تهمة العمالة بالثورة. والحقيقة ان جمعية اللواء الابيض كانت ذاتية التمويل تعتمد على رسم الدخول ورسوم العضوية والتبرعات (مرفق كشف بخط علي عبد اللطيف عن ايرادات الجمعية) كما ثبت اعتماد الجمعية على نفسها في محاضر محاكمات اللواء الابيض.
 
واذا حاولنا تعريف الثورة فيمكننا تعريفها بأنها رد فعل وجداني لا عقلاني، بمعني انه اذا لم تكن اطروحات ابطال الثورة في هوى الشعب في ذلك الزمان، ما كان ليخرج في تظاهرات وما كانت الثورة العسكرية قامت بعد ذلك. واذا فرضنا جدلاً أن مصر قد اشترت زعماء الثورة، فهل مصر قد اقامت حشداً جماهيرياً في مدن السودان المختلفة؟ ام انها قد اقامت نفرة كبرى لطلاب المدرسة الحربية.
 
نحن لا ننفي تأثير ثورة 1919م على ثورة 1924م، كما لا يمكننا تجاهل الوزن الثقافي لمصر في ذلك الزمان. وربما هناك بعد الاخطاء التي قام بها ثوار 1924م ولكن يكفينا فخراً انهم عذبوا في كلمة (جنسنا سوداني). ويزيدنا عزة أن أهل السودان باختلاف الوانهم ولهجاتهم وأعراقهم قد اجتمعوا قبل ثمانين عاماً وشكلوا جمعية تمثلهم، دون ان تكون هنالك وساطة من الايقاد او يأتيهم دانفورث أو يسافروا الى مشاكوس، لذلك علينا اخذ العبرة بدلاً عن الطعن في هؤلاء القوم الذين وضعوا البذرة الاولى للقومية السودانية.
 
واخيراً نستغرب ان تأتي معلومات مغلوطة من شخص سوداني يقيم بالسودان، فاذا كان يجهل ان لهؤلاء الابطال احفاداً ويجهل مكانهم ويجهل الاسلوب العلمي في استقصاء المعلومة والتحليل، فله القدوة في د. يوشيكو التي اتت من اليابان وجابت السودان بطوله وعرضه بحثاً عن الحقيقة. وصاغت ذلك في كتاب يملأ رفوف المكتبات بجانب الكثير من الكتب عن تلك الثورة التي صاغها علماؤنا. كما ندعو هذا المدعو ومن على شاكلته الى التحقق من المعلومة قبل نشرها. وابواب الجميع وباب منزل علي عبد اللطيف مفتوح لكل من يريد الاستزادة.
 
حفيدة البطل علي عبد اللطيف
أسرة البطل علي عبد اللطيف

ثورة وثوار 1924م القومية ، درية محمد حسين، العدد رقم 5297، 18 ـ 3 ـ 2008



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by